عصر الامام الصادق (عليه السلام)
لقد عاش الامام الصادق (عليه السلام)أهم مرحلة في تاريخ الاسلام وهو سقوط الدولة الاموية الظالمة وقيام دولة بني العباس فهذه المرحلة الانتقالية كانت لها ايجابيّات وسلبيّات وإفرازات وإنقسامات وتجدد وتغيّر طرأ على هيكل الاُمّة الاسلامية ككل في البدء كان العباسيون في طليعة أنصار آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)بل رفعوا شعارهم ضد بني اُمية « الرضا من آل محمد » ورد حقوقهم وأخذ ثاراتهم من ظلم الامويين ، ولكن سرعان ما تغير كل شيء وظهر دجل بني العباس وما كانت شعاراتهم تلك إلاّ لخداع الناس وتضليلهم فما أن استلموا زمام السلطة حتى بدأت حملاتهم الاجرامية الدموية ضد الشيعة وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)أيضاً وبدأت مرحلة جديدة من الاضطهاد والظلم .
فقد كانت الفترة التي حكم فيها أبو العباس السفاح اول ملوك بني العباس فترة الثورات وملاحقة بني امية ، فترك الشيعة وترك أهل البيت (عليهم السلام) فاستغل الامام الصادق (عليه السلام)هذه الفرصة للتدريس وفتح جامعته الضخمة في مسجد جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فأخذ ينشر العلوم التي منعها الامويون وكتم عليها الظالمون . . فانتشر علم آل محمد في الافاق وجاءت القوافل من طلبة العلم بالمئات الى المدينة ليحضروا دروس الامام الصادق (عليه السلام)فقد قدّر العلماء طلبة هذه الجامعة الضخمة بأربعة آلاف شخص كلّهم أخذوا العلم من الامام العظيم ، وكانت حلقات هذه الدروس متنوعة كالفقه والاحكام الشرعية مع مناقشة الادلّة ، وكعلم الكلام وتناول بعض المسائل الاعتقادية ومعالجة الشبهات الدخيلة ، وكعلم الطب والكيمياء وتفسير القرآن وعلوم الحديث . . وغيرها .
فاستطاع الامام الصادق (عليه السلام)أن يصنع طبقة كبيرة جداً من المثقفين والعلماء واستطاع خلال هذه الفترة المختصرة من الحرّية أن ينشر من العلوم ما ملىء والخافقين والى يومنا هذا .