الدهر عن تحديد ذاتك يقصر
فجر طلعت على الزمان، فأشرقت
يا آية الاسلام تلقف كلَّ ما
باعوا العقيدة بالنُضار فحرّفّوا
فأذا الشريعة أُجمة ملتفّة
و إذا أَحاديث النبي مناظر
و إذا المبادئ لا تسير لغاية
و تناست الاجيالُ عهدك غفلة
وصداك يخترق الدهور مدوّيا
يفنى الربيعُ بورده و غديره
في كلِّ شامخة لمجدك شارة
قد كافحتهاالحادثات فلم تزد
رامت لتطفئ نور فضلك فانطفت
سايرت ظلَّ الدولتين مجانباً
و رأيتَ كيف الظلم يترك مألفاً
و رأيتَ كيف الحق ينتحل أسمه
و تباهل السفّاح في تشييده
حتّى إذا خضع الزمان لحكمه
و أقام للمنصور أَبطش دولة
و على جماجم آل بيت محمد
و أتاك موغور العداوة عاثراً
قد رام أن يهوي بمجدك فالتوى
و سعى إليك بشربة مسمومة
|
ماذا يقول الشاعر المتحيّرُ
آفاقه، و أنجاب ليل أَكدر
أفك الاؤلى ظلماً عليه و زوّروا
ما شاءه ربُّ النُضار وغيروا
فيها يضيع السالك المتبصّر
ممسوخة منهاالحجى يتذّمر
و إذا المطامع بالمبادئ تعثر
يوماً ليذكرك الزمان فيشكر
و شذاك فيها الخالدات تعطّر
وربيع ذكرك عاطرُ متفجّر
و بكل رائعة لفضلك مظهر
إلاّ جمالاً عن جلالِكَ يخبر
و الليل يطويه الصباح المسفر
فتناً بها عهداهما يتموّر
قذراً، ليحضنه محيط أقذر
زوراً، و كيف به المظالم تفخر
ملكا، بثارات الحسين يدّبر
قَلَب المِجنّ لكم، و بان المضمر
تنهى بما يوحي الجنون و تأمر
أسوارُ بغداد تشاد و تعمر
بمواقف فيها العداوة توغر
و هوى به تاريخه المتجّبر
فيها إستراح ضميركَ المتضجّر
|

آية الله السيد محمد جمال الهاشمى